قال الدكتور عمر عبدالكافي في محاضرة شهدت حضورا جماهيريا كبيرا: إن الرقي الحضاري في الإسلام ينبع من تكريمه للإنسان وهذا هو سر عظمة ذلك الدين، فالرقي الحضاري هو أن يرتبط الإنسان بخالقه ومولاه، مؤكدا أن الرقي الحقيقي هو أن يرتقي قلب المرء نحو الله عز وجل
وأشار إلى أن الله خلق الإنسان من تراب الأرض والله أعلم بما ينفعه ويفيده، معتبرا وجود سيّدنا آدم وأمّنا حواء في الجنة كان بمثابة تمهيد لنزولهما إلى الأرض، مؤكدا أن عظمة الإسلام في تكريم الإنسان لم يعطها أي دين آخر
وأوضح أن الله يعلم صفات خلقه، وقد ذكر القرآن تلك الصفات وأبان علاجها، حيث جمع كتاب الله الأوصاف الإنسانية كاملة، فهو جهول يحيط به الجهل في كل مكان، ولذلك يجب عليه أن يعود إلى المنبع وهو الدين، لان ما يصلحه هو الدين والمراقبة الالهية. كما أن الإنسان خلق ضعيفا وعجولا كما وضح ربنا عز وجل، ولذلك من المهم أن يستسلم الإنسان لأمر الله. مؤكدا أن الإنسان من الاولى به أن يسير على منهج الله، لأن فيه كل الخير له، مدلّلا على ذلك بأن سيّدنا يعقوب لو صارت المقادير وفق ما يتمنى في قصة سيدنا يوسف لأعاد الله إليه ابنه فورا, ولكن الله أراد أن يكون وجود سيدنا يوسف في البئر وغيابه عن أبيه سببين في تربية خبير اقتصادي يحل مشاكل الكون الاقتصادية عند حدوثها
وحذر الداعية الاسلامي من الافتاء بغير علم، أو الكلام في كل شيء، مؤكدا أن التوقف عن الحديث فيما لا يعلم المرء أفضل بكثير من التدخل فيما لا يعنيه أو القول بغير علم
وحول نظرة الإسلام إلى قضية الرقي الحضاري، أشار الداعية المعروف إلى ان الاسلامي المعروف الى ان الاسلام يبدأ قضية الرقي الحضاري بحقوق الانسان حتى قبل أن يولد، حيث أعطى الانسان الحق في أن يختار له أبوه أما صالحة قبل الزواج, ثم حق الجنين في الغذاء والراحة النفسيّة، مشددا على أنه لا توجد حضارة على وجه الأرض تهتم بالانسان قبل أن يولد سوى الاسلام، أما بعد الولادة فقد أعطى الاسلام المرأة حق الإفطار في الصوم في حالة الحمل، وذلك لحق الجنين في الغذاء والماء
وأشار إلى حقوق الطفل في المداعبة والمصاحبة، تنفيذا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم، لاعبوهم سبعا وعلموهم سبعا وصاحبوهم سبعا، ثم اترك لهم الحبل على الغالب
وذكر عبدالكافي أن المرأة في الإسلام هي المرأة الوحيدة التي لديها ذمة مالية مستقلة، كما أن الإسلام أعطاها حق اختيار الزوج وكذلك حق الخلع
حقوق الأقليات
ولفت الدكتور عبدالكافي إلى حقوق الأقليات في الإسلام، مدللا على ذلك بحقوق العمالة والضعفاء في الإسلام، مستشهدا على ذلك بموقف سيدنا عمر بن الخطاب من اليهودي المسن, الذي أمر له سيدنا عمر بأموال من بيت مال المسلمين، مستعرضا ماقام به أيضا أمير المؤمنين عبدالملك بن مروان عندما أراد أن يوسّع المسجد الأموي، حيث كان توجد بجوار المسجد أرضا عليها كنيسة للنصاري، فطلب منه أن يمنحوه الأرض بمال فرفضوا، فعرض عليهم أن يبني لهم كنيسة في أفضل مكان يختارونه، فوافقوا، وكان عبدالملك بن مروان يستطيع أن يأخذ تلك الأرض قصرا، لكنه لم يفعل
وشدد عبدالكافي على أن الحضارة التي تدمر البشرية ليست حضارة وليس ذلك رقيا، مستعرضا رقي الإسلام في التعامل مع الخادم والأجير وحق الطريق، مؤكدا أن قدمه المسلمون من حضارة هو شيء كبير لم يقدمه أحد، مشيرا إلى أن الرقي الحضاري في الإسلام هو رقي المنهج